سورة قريش - تفسير تفسير أبي السعود

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (قريش)


        


{لإيلاف قُرَيْشٍ} متعلقٌ بقولِه تعالَى فليعبدُوا، والفاءُ لما في الكلامِ منْ مَعْنى الشَّرطِ إذِ المعَنْى أنَّ نِعمَ الله تعالَى عليهمْ غيرُ محصورةٍ فإنْ لَمْ يعبدُوه لسائرِ نعمهِ فليعبدُوه لهذِه النعمةِ الجليلةِ وقيلَ بمضمرةٍ تقديرُهُ فعلنَا مَا فعلنَا منْ إهلاكِ أصحابِ الفيلِ لإيلافِ إلخ وقيلَ: تقديرُهُ أعْجَبُوا لإيلافِ إلخ وقيلَ: بمَا قَبْلَهُ منْ قولِه تعالَى: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ} ويؤيدُهُ أنهُمَا في مُصْحفِ أُبَيَ سورةٌ واحدةٌ بلاَ فصلٍ، وَالمَعْنى أهلكَ مَنْ قصدَهُم منَ الحبشةِ ليتسامعَ النَّاسُ بذلكَ فيتهيبُوا لَهُمْ زيادةَ تهيبٍ ويحترمُوهم فضلَ احترامٍ حَتَّى ينتظَم لهُمْ الأمنُ في رحلتيِهمْ فَلاَ يجترىءُ عليهمْ أحدٌ وكانتْ لقريشٍ رحلتانِ يرحلونَ في الشتاءِ إلى اليمنِ وفي الصيفِ إِلى الشامِ فيمتارونَ ويتجرونَ وكانُوا في رحلتيِهمْ آمنينَ لأنَّهُم أهلُ حرمِ الله تعالَى وولاةُ بيتِه العزيزِ فَلاَ يُتَعرضُ لهُمْ والنَّاسُ بينَ مُتخطَّفٍ ومنهوبٍ. وَالإيلافُ منْ قولِكَ آلفتْ المكانَ إيلافاً إذا أَلفْتَهُ وقرئ: {لإلافِ قُريشٍ} أيْ لمؤالفتِهمْ، وقيلَ: يقالُ ألفتُهُ إلفاً وإلافاً وَقرئ: {لإلفِ قريشٍ}، وقريشٌ ولدُ النَّضْرِ بنِ كنَانَةَ سُمُّوا بتصغيرِ القِرشِ وهُوَ دابةٌ عظيمةٌ في البحرِ تعبثُ بالسفنِ وَلاَ تُطَاقُ إِلاَّ بالنارِ، والتصغيرُ للتعظيمِ وقيلَ: منَ القَرْشِ وهُوَ الكسبُ لأنهمْ كانُوا كسَّابينَ بتجاراتِهمْ وضربِهمْ في البلادِ. وقوله تعالى: {إيلافهم رِحْلَةَ الشتاء والصيف} بدلٌ منَ الأولِ، ورحلةَ مفعولٌ لإيلافِهم وإفرادُهَا معَ أنَّ المرادَ رِحْلَتي الشتاءِ والصيفِ لأمنِ الإلباسِ، وَفي إطلاقِ الإيلافِ عنِ المفعولِ أولاً وإبدالُ هَذا منْهُ تفخيمٌ لأمرِهِ وتذكيرُ لعظيمِ النعمةِ فيهِ. وَقرئ: {ليألفَ قريشٌ إلَفهُمْ رحلةَ الشتاءِ والصيفِ}، وقرئ: {رُحلةَ} بالضمِّ وهيَ الجهةُ التي يُرحلُ إليَها {فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هذا البيت الذى أَطْعَمَهُم} بسببِ تينكِ الرحلتينِ اللتينِ تمكُنوا فيهَما بواسطةِ كونِهم منْ جيرانِهِ {مِن جُوعٍ} شديدٍ كانُوا فيهِ قَبْلَهُما، وقيلَ: أريدَ بهِ القحطُ الذي أكلُوا فيهِ الجيفَ والعظامَ {وَءَامَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} عظيمٍ لاَ يُقَادرُ قدرُهُ وهُوَ خوفُ أصحابِ الفيلِ أوْ خوفُ التخطفِ في بلدِهم وَفي مسايرِهِم وقيلَ: خوفُ الجُذَامِ فلاَ يصيبُهمْ في بلدِهِم.
عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قرأَ سورةَ قريشٍ أعطاهُ الله تَعالَى عشرَ حسناتٍ بعددَ مَنْ طَافَ بالكعبةِ واعتكفَ بَها».